للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عديُّ، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها. قال: فإن طالت بك حياة لتريَنَّ الظعينة (١) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله -قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دُعار طَي الذين قد سعَّروا البلاد؟ - ولئن طالت بك حياة لتُفتحتن كنوز كسرى. قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترَينَّ الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه لا يجد أحدًا يقبله منه (٢) ... الحديث ... قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اتَّقوا النار ولو بشق تمرة (٣)، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة. قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ... ».

٣٥٩٦ - عن عقبة بن عامر «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يومًا فصلى على أهل أحُد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرَطُكم، وأنا شهيد عليكم. إني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تُشركوا (٤)، ولكن أخاف أن تنافسوا فيها».


(١) وهذا يُردُّ إلى المحكم, وهنا إنما أخبر خبرًا.
(٢) وهذا في آخر الزمان يفيض المال حتى لا يقبله أحد, والمعنى يثبت الله الأمن بسبب الجهاد ويذهب قطع السبيل.
(٣) وفي هذا فضل الزكاة ولو قلّت.
(٤) هذا للصحابة لما أعطاهم الله من العلم والبصيرة, وإلا الأحاديث الأخرى كحديث «لا تقوم الساعة حتى تضطرب ... إلخ» فيمن بعدهم, فهذا في الصحابة.