للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤١٥٠ - عن البراء - رضي الله عنه - قال: «تُعدُّون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحًا، ونحن نعدُّ الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية (١): كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة مائة، والحديبية بئرٌ، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاها فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم مضمض ودعا، ثم صبَّه فيها، فتركناها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا» (٢).

٤١٥٢ - عن جابر - رضي الله عنه - قال: «عَطِش الناس يوم الحديبية، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه ركوة، فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لكم؟ قالوا: يا رسول الله، ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك. قال فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العُيون، قال فشربنا وتوضأنا. فقلت لجابر كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة» (٣).


(١) كلاهما فتح: فتح بالصلح وفتح بإذلال الكفار ودخول مكة وانتهاء الحرب مع قريش.
(٢) وهذا من المعجزات التي وقعت له عليه الصلاة والسلام.
(٣) كانوا ألفًا وزيادة فمنهم من جبر الكسر ١٥٠٠ ومن حذف الكسر قال ١٤٠٠، ولهذا قال أبو العباس في الواسطية كانوا أكثر من ألف وأربعمائة.