للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أليس ذو الحجة؟ قلنا: بلى. قال: فأيُّ بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس البلدة؟ قلنا بلى. قال: فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى. قال: فإن دماءكم وأموالكم -قال محمد: وأحسبه قال: وأعراضكم - عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا. وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالًا يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليُبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يُبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه - فكان محمد إذا ذكره يقول: صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: ألا هل بلغت (مرتين)» (١).

٤٤٠٧ - عن طارق بن شهاب «أن أُناسًا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. فقال عمر: أية آية؟ فقالوا {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣] فقال عمر: إني لأعلم أي مكان أنزلت: أنزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف بعرفة» (٢).

٤٤٠٨ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنّا من أهلَّ بعمرة، ومنّا من أهلّ بحجة، ومنا من أهلّ بحج وعمرة، وأهلّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج (٣)، فأما من أهل بالحج أو جمع الحجَّ والعمرة فلم يحلُّوا حتى يوم النحر».


(١) وهذا التكرار للتحذير.
(٢) وهو يوم عيد يوم الجمعة.
* خيَّر الناس عند الميقات وعند مكة أمرهم أن يجعلوها عمرة.
(٣) خفي على عائشة أنه حج قارنًا، وكذا خفي على جابر، وتواتر عنه أنه حج قارنًا وأهلّ بهما جميعًا.
* احتج به العلماء على أن الوصية في الثلث وفاقًا.