للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٦٣ - باب التعاون في بناء المسجد]

٤٤٧ - حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه. فانطلقا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فأحتبى، ثم أنشأ يحدثنا، حتى أتى على ذكر بناء المسجد فقال: «كنا نحمل لبنة وعمار لبنتين لبنتين. فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة (١) ويدعونه إلى النار (٢)

قال يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن».


(١) إلى الأتباع والطاعة.
(٢) شق عصا الطاعة.
* ينبغي ألا يتولى الكفار بناية المساجد بل المسلمون.
* لو بني الكفار المساجد لا يثابون، وإن أثيبوا فعاجلًا.
* مسائل النزاع المصيب فيها واحد والباقون مخطئون.
* هذا يدل على أن العمارة المذكورة تشمل الأمرين عمارة البناء وعمارة الذكر والطاعة، وفي الحديث أمر الرجل من تحت يده بطلب العلم فابن عباس يأمر مولاه وابنه، ومنه تولى الرجل أمر بيته ولو كان عاملًا لأن أبا سعيد يصلح بستانه، وفيه تبليغ الصحابة العلم، وفيه فضل عمار، ونقل عمار لبنيتن يدل على القوة والرغبة.
* وفيه تواضعه - صلى الله عليه وسلم - بنفض الغبار.

* وفيه عدالة علي وعمار، وفيه أن أهل الشام بغاة، وأهل الشام اجتهدوا فلم يصيبوا تمرق مارقة .. أولى الطائفتين بالحق فدل على أن أهل الشام أخطأوا وإن كانوا مجتهدين.