للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٤ - باب الدعاء نصف الليل (١)

٦٣٢١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟ ».

قال الحافظ: ... خصه الله بالتنزيل فيه، فيتفضل على عباده بإجابة دعائهم، وإعطاء سؤلهم، وغفران ذنوبهم، وهو وقت غفلة وخلوة واستغراق في النوم واستلذاذ له، ومفارقة اللذة والدعة صعب، لا سيما أهل الرفاهية وفي زمن البرد. وكذا أهل التعب ولا سيما في قصر الليل، فمن آثر القيام لمناجاة ربه والتضرع إليه مع ذلك دل على خلوص نيته وصحة رغبته فيما عند ربه، فلذلك نبه الله عباده على الدعاء في هذا الوقت الذي تخلو فيه النفس من خواطر الدنيا وعلقها، ليستشعر العبد الجد، والإخلاص لربه (٢).

قال الحافظ: ... النزول محال على الله لأن حقيقته الحركة من جهة العلو إلى السفل، وقد دلت البراهين القاطعة (٣) على تنزيهه على ذلك فليتأول ...

[١٦ - باب ما يقول إذا أصبح]

٦٣٢٣ - عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سيّد


(١) إشارة إلى إحدى الروايات في نصف الليل.
(٢) والنزول صفة لائقة بالله كسائر صفاته، ولا يعرف كيفيته إلا الله. وليست مجازًا كمن قال نزول الرحمة فهذا باطل، بل هو نزول مضاف إلى الله تبارك وتعالى.
(٣) بل الفاسدة والباطلة.