للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسرعًا فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: وما ذاك؟ قال: قلت لفلان من أحب أن ينظر إلي رجل من أهل النار فلينظر إليه، وكان من أعظمنا غناءً عن المسلمين، فعرفت أنه لا يموت على ذلك، فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: «إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النا، وإنما الأعمال بالخواتيم» (١).

[٦ - باب إلقاء العبد النذر إلي القدر]

٦٦٠٩ - عن أبي هريرةعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يأتي ابن آدم النذر بشئ لم يكن قد قدرتُه (٢) ولكن يُلقيه وقد قدرته له، أستخرج به من البخيل».

[٧ - باب لا حول ولاقوة إلا بالله]

٦٦١٠ - عن أبي موسى قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فجعلنا لا نصعد شرفًا ولا نعلو شرفًا ولانهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير (٣).

قال فدنا منا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أيها الناس، اربعوا علي أنفسكم،


(١) وربك على كل شيء قدير، يعلم من أهل الجنة ومن أهل النار.
(٢) في اللفظ الآخر «قدر له» قلت: ويأتي ٦٦٩٤.
* وفي اللفظ الآخر قال: «لا تنذروا فإن القدر لا يرد من قدر الله شيئًا».
* العامة ينذرون ويظنون أن النذر ينفع من القدر.
(٣) في الرواية الأخرى بيّن لهم التسبيح والتكبير، فالتكبير عند العلو لأجل تعظيم الله، والتسبيح عند السفول لأجل تنزيه الله.
* هذا من الصحابة كانوا يرفعون أصواتهم فدلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرفق.

قلت: احتج بهذا البيهقي وغيره على أن السنة في الذكر بعد الصلاة لا يرفع صوته، وأجاب عن حديث ابن عباس بأنه كان أولًا ثم نسخ أو للتعليم، وليس كلامه بسديد؛ فالسنة واضحة كما تقدم في رفع الصوت بالذكر عند الانقضاء من المكتوبة، وهنا أمرهم بالرفق بأنفسهم وترك الاشقاق عليهم حسب، وأيضًا الوارد خلف الصلاة خاص، وذكر يسير فلم يضر رفع الصوت به.
قلت: نسخ أو للتعليم دعوى لا مستند لها.