للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال ورقة: هذا الناموس الذي أُنزل علي موسي, ياليتني فيها جذعًا أكون حيًا حين يخرجك قومك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجيِّ هم؟ فقال ورقة: نعم, لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عُوديَ.

وإن يُدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي, وفتر الوحي فترة حتي حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حُزنًا غدا منه مرارًا كي يتردَّي من رؤوس شواهق الجبال (١) , فكلما أوفي بذروة جبل لكي يُلقي منه نفسه تبدَّي له جبريل فقال: يا محمد, إنك رسول الله حقًا فيسكن لذلك جأشه وتقرُّ نفسه فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك, فإذا أوفي بذروة جبل تبدَّي له جبريل فقال له مثل ذلك ... » الحديث.

قال الحافظ: ... فصار كله مدرجًا علي رواية الزهري وعن عروة عن عائشة, والأول هو المعتمد (٢).

٢ - باب رؤيا الصالحين (٣)

وقوله تعالي: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ... الآية}.


(١) وهذا مرسل, وذكر التردي لا يثبت لأنه من كلام الزهري.
(٢) البلاغ هو المعتمد, ولو صح كان ذلك في أول الإسلام قبل تحريم قتل النفس ... وبلاغات الزهري ضعيفة.
(٣) أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا وأكثرهم دينًا, ولأن الفاسقين يصيبهم من تحزين الشيطان.