للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢٨٤ - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «أرسلت ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه: إن ابنًا لي قبض، فأتنا. فأرسل يقرئ (١)

السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب. فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها. فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال. فرفع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبي ونفسه تتقعقع - قال: حسبته أنه قال: كأنها شن - ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء».

١٢٨٦ - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: «توفيت ابنة لعثمان - رضي الله عنه - بمكة وجئنا لنشهدها، وحضرها ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهم -، وإني جالس بينهما - أو قال: جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي - فقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - لعمرو ابن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الميت ليعذب ببكاء (٢) أهله عليه».

١٢٨٨ - قال ابن عباس - رضي الله عنهما - «فلما مات عمر - رضي الله عنه - ذكرت ذلك لعائشة - رضي الله عنها - فقالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه، وقالت: حسبكم القرآن


(١) قال شيخنا: يقرأ بالفتح، وقال الحافظ بضم أوله!

* فيه جبر المصاب وزيارته وتواضع المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) المراد: النياحة، رفع الصوت.