للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مخصرة. فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: «ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة». فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: «أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة». ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآية (١)».


(١) في اللفظ الآخر «اعملوا فكل ميسر لما خلق له» يعني لا يحتج بالقدر.
فائدة: وحضرنا مجلسًا بمنزل شيخنا الفاضل عبد العزيز الراجحي يوم الخميس ليلة الجمعة ٤/ ٥/١٤١٣ هـ-وحضر شيخنا العلامة ابن باز - رحمه الله - وشيخنا عبد العزيز الداود وشيخنا صالح الفوزان وشيخنا عبد الله بن قعود وحضر الشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ صالح الأطرم وشيخنا عبد الله بن جبرين والشيخ عبد الرحمن الفريان - رحمه الله - والشيخ صالح السدلان، وحضر خلق من المشايخ والدعاة وطلبة العلم، وسئل الشيخ عن الموعظة عند القبور والخطبة هناك.
فلم ير بها بأسًا، فقيل له من المشايخ: ولو أكثر والتزم وأصبح عادة؟ فقال: لا بأس، الناس يحتاجون إلى التذكير فروجع في ذلك، وقيل له: هذا توسع ويفضى إلى .... قال: الأمر ليس توقيفيًا، واحتج عليهم بحديث علي هذا، فقال له الشيخ عبد الله بن قعود: لا بأس نقف مع النصوص لكن الإكثار والاستمرار؟ فقال مثل ما تقدم: ليس في هذا توقيف.:

وسألته في هذا المجلس العامر عن الحلف بغير الله ألا يكون في بعض الأحيان شركًا أكبر؟ فقال: بلى إن عظم المحلوف به كتعظيم الله، كفر. وسئل عن حديث: «أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر» فقال: لا بأس به، راجعت إسناده (قلت: هو عند أبي عبيد القاسم بن سلام في كتاب الإيمان ورواه أحمد) وسئل عن كلام الألباني في زكاة العروض وأنه لا يرى الوجوب [انظر تمام المنة (ص ٣٦٣)] فقال: ينبغي أن يعلم أن الشيخ ناصر محدث، ولم يكن له شيوخ يقرأ عليهم، إنما يقرأ من الكتب وزكاة العروض حكى بعضهم الإجماع على وجوبها، وفيها حديثان يشد أحدهما الآخر.