للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ: ... (باب الادلاج من المحصب) وقع في رواية لأبي ذر الادلاج بسكون الدال والصواب تشديدها فإنه بالسكون سير أول الليل والتشديد سير آخره وهو المراد هنا، والمقصود الرحيل من مكان المبيت بالمحصب سحرًا وهو الواقع في قصة عائشة (١).


(١) روى الشافعي عن علي: «العمرة كل شهر» لعل مراده لو صح أن يكون هناك وقت، وإلا عمرة عائشة تدل علي الجواز دون هذه المدة.

قلت: قال البيهقي في سننه (٤/ ٣٤٣) باب من اعتمر في السنة مرارًا، وأسند حديث أبي هريرة «العمرة إلى العمرة كفارات لما بينهما .. » وذكر قصة عائشة وعمرتها من التنعيم .. وأسند عائشة بسند صحيح أنها كانت تعتمر في آخر ذي الحجة من الجحفة وتعتمر في رجب من المدينة وتهل من ذي الحلقية، وأسند عن القاسم عنها أنها اعتمرت في سنة ثلاثة مرات، وإسناده صحيح أيضًا، وأسند عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن علي أنه قال في كل شهر عمرة، وإسناده ضعيف منقطع، وهو الذي عناه شيخنا في كلامه المتقدم، وأسند البيهقي أيضًا عن ابن عمر بسند ثابت أنه اعتمر أعوامًا في عهد ابن الزبير عمرتين كل عام، وأسند آخر الباب عن بعض ولد أنس بن مالك قال: كنا مع أنس بن مالك بمكة وكان إذا حمم رأسه خرج فاعتمر. وفيه جهالة ولد أنس (قال أبو محمد)، وهذه الآثار لا حجة فيها علي قصد الخروج من مكة لأخل الاعتمار، وخبر عائشة في عمرتها بعد الحج لم يفعله غيرها وقد احتفت به قرائن تجعله على الأقل سائغ لمثل حالتها، ولهذا لم يبلغنا أن أخاها عبد الرحمن وهو معها في جميع مسيرها أن اعتمر، وأما ما وقع في البخاري (١٧٨٨) ثم افرغا ن طوافكما انتظر كما ها هنا. فهذا وقع من طريق أبي نعيم عن أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة، وخالفه أبو بكر الحنفي (١٥٦٠) عند المصنف ولفظه «ثم افرغا ثم ائتيا ها هنا فإني أنظركما» وإن كان أبو نعيم أثبت لكن سياق أبي بكر أتم. وقد رواه عن عائشة خلق ليس فيه هذا الحرف، علي أنه يمكن تخريجه من باب التغليب، وقد خرج ابن الزبير لما بني الكعبة فأهل بعمرة، وعامة السلق على إنكار مثل هذا، ومن عنده البيت فاشتغاله بالطواف أولى.