للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عثمان وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما - ثم أسند حديث عائشة، فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ: وأغرب المهلب فزعم أن حديث: «هذه ثم ظهور الحصر» من وضع الرافضة لقصد ذم أم المؤمنين عائشة في خروجها إلى العراق للإصلاح بين الناس في قصة وقعة الجمل، وهو إقدام منه علي رد الأحاديث الصحيحة بغير دليل، والعذر عن عائشة أنها تأولت الحديث المذكور كما تأوله غيرها من صواحباتها علي أن المراد أنه لا يجب الحج والعمرة». ومن ثم عقبه المصنف بهذا الحديث في هذا الباب، وكأن عمر - رضي الله عنه - كان متوقفًا في ذلك، ثم ظهر له الجواز فأذن لهن وتبعه علي ذلك من ذكر من الصحابة، ومن في عصره من غير نكير .... ».
وقال الطحاوي في شرح مشكل الآثار في الجمع بين قوله - صلى الله عليه وسلم -: «جهادكن الحج المبرور» مع حديث الترجمة: وكان جواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في استئذانها إياه لها ولمن سواها للخروج معه في الجهاد ما ذكر من جوابه إياها من هذا الحديث، فكان دليلًا علي أن جهادهن لا ينقطع كما لا ينقطع جهاد الرجال، فاحتمل أن يكون ذلك بعد قوله - صلى الله عليه وسلم - لها ولسائر نسائه: «هذه ثم ظهور الحصر» فوقفت علي ذلك هي ومن سواها من أزواجه دون من لم يقف عليه، ولم يقف علي ذلك منهن زينب ولا سودة فلزمتا ما في الحديث الأول، وكلهن رضي الله عنهن أجمعين علي ما ذكر عليه من ذلك محمودات، وخلفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عن أصحابه وسائر =