للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُدهن (١) في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها (٢)، فكان الذين في أسفلها يمرُّون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذوا به، فأخذ فأسًا فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: مالك؟ قال: تأذيتم بي ولا بُدَّّ لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم».

٢٦٨٧ - عن خارجة بن زيد الأنصاري أن أم العلاء امرأة من نسائهم قد بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته «أن عثمان بن مظعون طار له سهمه في السُّكنى حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين، قالت أم العلاء فسكن عندنا عثمان بن مظعون، فاشتكى فمرَّضناه، حتى إذا تُوفيَ وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وما يُدريك أن الله أكرمه؟ » فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما عثمان فقد جاءه والله اليقين، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري (٣) - أنا رسول الله - ما يُفعل به». قالت: فوالله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا، وأحزنني


(١) المدهن: الساكت عن الحق لأسباب ضعف الدين أو غيره.
هذه الرواية مشكلة فالمدهن كالواقع والمحفوظ القائم قلت: (انظر الشرح).
(٢) سفينة طابقين.
* مثل عظيم يدل على خطورة الأمر بالمعروف، وعلى خطورة التساهل فيه.
(٣) قيل أن يعلم أنه في الجنة، ومثله الآية {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} الآية، قبل أن يعلم.