للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحق لا تُكسر ثنيَّتُها. (١) فقال: يا أنس كتاب الله القصاص. فرضي القوم وعفوا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره».

٩ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي - رضي الله عنهما -: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين، وقوله جل ذكره {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}.

٢٧٠٣ - عن الحسن قال: «استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لأتُولى حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية- وكان والله خير الرجلين- أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس- عبد الرحمن بن سمُرة وعبد الله بن عامر بن كُريز- فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه فتكلَّما وقالا له وطلبا إليه. فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئًا إلا قالا: نحن لك به. فصالحه (٢). فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر- والحسن بن علي إلى جنبه-


(١) ما قصد بها العناد للشرع، وإنما قصد أنهم سوف يسمحون أو يعفون؛ ولهذا برّ الله قسمه.
(٢) بهذا الصلح حقنت الدماء، وتم أمر الناس، فتحقق قوله - صلى الله عليه وسلم -، وقوله السيد: البصير العالم المطاع في قومه.