للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو يُقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

١٠ - باب هل يشير الإمام بالصُّلح؟

٢٧٠٥ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوت خصوم بالباب، عالية أصواتهم، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أين المتألّي على الله لا يفعل بالمعروف؟ » فقال: أنا يا رسول الله، فله أيُّ ذلك أحبَّ» (١).

[١٢ - باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى، حكم عليه بالحكم البين]

٢٧٠٩ ـ- عن عروة بن الزبير أن الزبير كان يُحدث أنه خاصم رجلًا من الأنصار قد شهد بدرًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شراج من الحرَّة كانا يسقيان به كلاهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير: «اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك» (٢). فغضب الأنصاري فقال: يا رسول الله أن كان ابن عمّتك. فتلوَّن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «اسق، ثم احبس حتى يبلغ الجدر». فاستوعى رسول الله


(١) المقصود الحث على الصلح، والأمر به، لاسيما عند اشتباه الأمور، وشدة الخصومة، والحكم قد لا تزول معه الشحناء، لكن إذا اضطر إلى الحكم أخذ به.
(٢) الحاكم يأمر بالرفق والإحسان، فإذا أبى الخصم الآخر استوفى الحكم، فلما قال الأنصاري كلمته التي لا ينبغي أن يقولها استوفى للزبير حقه، ويحتمل أنه لم يبلغه الحكم بعد.
* وفيه الإشارة بالصلح، ولو مع العلم بالحكم.