للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عازمون على أنهم لو ردوا لآمنوا " (١).

حجة من قال: إن المراد بقوله: {بَلْ بَدَا لَهُمْ} أي ما يكتمونه من الشرك:

وهذا القول يشبه سابقه، وأصحاب هذا القول استدلوا على ذلك بما جاء في قوله تعالى: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (٢) أي عرفوا أنهم هالكون بشركهم، فتمنوا لذلك (٣).

قال مقاتل: "وذلك أنهم حين قالوا: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} أوحى الله إلى الجوارح، فشهدت عليهم بما كتموا من الشرك، فذلك قوله: {بَلْ بَدَا لَهُمْ ... }، يعنى ظهر لهم من الجوارح مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ بألسنتهم من قبل أن تنطق الجوارح بالشرك، فتمنوا عند ذلك الرجعة إلى الدنيا، {فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} (٤) " (٥).

قال النيسابوري: " قال أكثر المفسرين: إن المشركين في بعض مواقف القيامة يجحدون الشرك فيقولون {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (٦) فينطق الله


(١) الكشاف / الزمخشري، ج ٢، ص ٣٣٦.
(٢) سورة الأنعام، الآية (٢٣).
(٣) انظر محاسن التأويل / القاسمي، ج ٤، ص ٣٤٣.
(٤) سورة الأنعام، الآية (٢٧).
(٥) تفسير مقاتل / مقاتل، ج ١، ٢٤٨.
(٦) سورة الأنعام، الآية (٢٣).

<<  <   >  >>