للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من قبيل التمثيلية " (١).

وما اختاره ابن عاشور هو قول الأشعرية , وقد سبقه إليه الطبري وابن عطية، والرازي والقرطبي، وأبو حيان، والشوكاني (٢).

في حين وافق قول الألوسي ما ذهب إليه سلف الأمة من إثبات هذه الصفة لله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته (٣).

حجة من قال: إن غضب الله على من غضب عليه من خلقه، إحلالُ عقوبته بمن غَضبَ عليه:

حجتهم في ذلك أن الغضب حالة تعرض للنفس عند حصول مالا يلائمها من ثوران وغيره، والله تعالى منزّه عن مشابهة المخلوقين.

قال ابن عطية: "وغضب الله تعالى عبارة عن إظهاره عليهم محناً وعقوبات وذلة ونحو ذلك، مما يدل على إنه قد أبعدهم عن رحمته بعداً مؤكداً مبالغاً فيه " (٤).

وقال القرطبي: " ومعنى الغضب في صفة الله تعالى إرادة العقوبة، فهو صفة ذات، وإرادة الله تعالى من صفات ذاته؛ أو نفس العقوبة " (٥).


(١) التحرير والتنوير، ج ١، ص ١٩٧.
(٢) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ١، ص ٧٧، والتفسير الكبير / الرازي، ج ١، ص ٢٢٤، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١، ص ١٦٦، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ١، ص ١٥٢، وفتح القدير / الشوكاني، ج ١، ص ٢٤.
(٣) روح المعاني / الألوسي، ج ١، ص ٩٨.
(٤) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ١، ص ٧٧.
(٥) الجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١، ص ١٦٧.

<<  <   >  >>