للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - مثال هوْي النجوم:

قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١)} (١).

اختلف المفسرون في معنى قوله هوى على قولين:

الأول: بمعنى غاب.

والثاني: إذا سقط منه شهاب على الشياطين التي تسترق السمع (٢).

واحتمل ابن عاشور كلا المعنيين الحقيقي والمجازي فقال: " والهُوِيّ: السقوط، أطلق هنا على غروب الكوكب، استعير الهُوِيُّ إلى اقتراب اختفائه ويجوز أن يراد بالهوِيّ: سقوط الشهاب حين يلوح للناظر أنه يجري في أديم السماء، فهو هويّ حقيقي فيكون قد استعمل في حقيقته ومجازه (٣).

وبيّن القاسمي من قبله تلك المعاني وذكر أنها محتملة (٤).

وذكر كل من الطبري، والرازي، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير، والشوكاني المعنى الحقيقي لـ "هوى" وهو سقط على اختلاف منهم، فمنهم يرى أن المراد بسقوطه ما سيكون يوم القيامة من انتثار له، ومنهم من يرى أن المراد بسقوطه رجومه على الشياطين ... (٥).


(١) سورة النجم، الآية (١).
(٢) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢٧، ص ٥٠.
(٣) التحرير والتنوير، ج ١٣، ص ٩١.
(٤) انظر محاسن التأويل / القاسمي، ج ٨، ص ٥١٢.
(٥) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢٧، ص ٥٠، والتفسير الكبير / الرازي، ج ١٠، ص ٢٣٣، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٧، ص ٨٤، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٨، ص ١٥٤، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٣، ص ٢٦٤، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٥، ص ١٠٥.

<<  <   >  >>