للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإيمان. ويوضح هذا المعنى قوله في حكاية أحوال الأبرار {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} (١) (٢) " ... .

أما بقية أبواب العقيدة كإثبات الوحدانية، أو الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر، وحكم مرتكب الكبيرة، ومسألة الشفاعة، ومسائل الحكمة والتعليل، وفي باب الصحابة وغير ذلك من أبواب العقيدة فهو يسير فيها على وفق منهج السلف.

بل إنه يرد على المخالفين في ذلك؛ حيث يناقش المعتزلة، والخوارج في مسألة مرتكب الكبيرة، ويُفنِّد رأيهم (٣)، كما يُخطِّئ الفلاسفة ويرد عليهم في عدد من المسائل كقولهم: بعلم الله بالكليات دون الجزئيات (٤).

وتراه يُخطِّئ الشيعة والباطنية وغيرهم في كثير من مخالفاتهم العقدية.

وعلى الرغم من أن ابن عاشور قد نشأ في جوٍ يسود فيه المذهب الأشعري إلا أنه لم يكن يتحرج من توجيه النقد لما آل إليه المذهب الأشعري (٥).

فتجده يخالف الأشاعرة في عدد من المسائل في باب القدر وغيره كما أنه يُنكر البدع


(١) سورة المطففين، الآية (٢٣).
(٢) التحرير والتنوير، ج ١٥، ص ٢٠١.
(٣) انظر التحرير والتنوير، ج ٥، ١٨٨.
(٤) انظر التحرير والتنوير، ج ٤، ص ٢٧٤.
(٥) انظر التحرير والتنوير، ج ٥، ص ٦٦.

<<  <   >  >>