للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جهات:

الجهة الأولى: بلوغه الغاية القصوى مما يمكن أن يبلغه الكلام العربي البليغ من حصول كيفيات في نظمه مفيدة معاني دقيقة، وهو المصطلح على تسميته حد الإعجاز.

ومن وجوه الإعجاز التي ذكرها ابن عاشور في تلك الجهة:

١ - الالتفات: وسيأتي الحديث عنه مفصلاً.

٢ - التشبيه والاستعارة، وقد جاء في القرآن منهما ما أعجز العرب كقوله: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} (١) ... .

٣ - كثرة النكات البلاغية التي يشتمل عليها القرآن.

٤ - فصاحة اللفظ وانسجام النظم، وذلك بسلامة الكلام في أجزائه ومجموعه.

٥ - صراحة كلماته باستعمال أقرب الكلمات في لغة العرب دلالة على المعاني المقصودة وأشملها لمعان عديدة مقصودة بحيث لا يوجد كلمة في القرآن تقصر دلالتها عن جميع المقصود منها في حالة تركيبها، ولا تجدها مستعملة إلا في حقائقها (٢) ... .

والأمثلة على ذلك كثير ة في تفسيره أعرضت عنها خشية الإطالة.


(١) سورة مريم، الآية (٤).
(٢) انظر التحرير والتنوير، ج ١، ص ١٢٠ - ١٢٤.

<<  <   >  >>