للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبا طالب حدثهم قال: سألت أبا عبد اللَّه: من قال: لعن اللَّه يزيد بن معاوية؟ قال: لا تكلم في هذا.

قلت: ما تقول؟ فإن الذي تكلم به رجل لا بأس به، وأنا صائر إلى قولك؟

فقال أبو عبد اللَّه: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَعْنُ المُؤْمِنِ كقَتْلِهِ" (١) وقال: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِيَ ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ" (٢)، وقد صار يزيد فيهم، وقال: "من لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهَا رحمة" (٣)، فأرى الإمساك أحب لي (٤).

"السنة" للخلال ١/ ٤١٢ (٨٤٦).

قال الخلال: وأخبرني محمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد اللَّه قلت: الرجل يذكر عنده الحجاج فيقول: كافر؟

قال: لا يعجبني.


(١) رواه أحمد ٤/ ٣٣، والبخاري (٦٠٤٧)، ومسلم (١١٠).
(٢) رواه أحمد ١/ ٣٧٨، والبخاري (٢٦٥٢)، ومسلم (٢٥٣٣).
(٣) رواه أحمد ٢/ ٣٩٦، ومسلم (٢٦٠١).
(٤) قال أبو بكر الخلال -معلقا-: وبعد هذا الذي ذكر أبو عبد اللَّه من التوقي للعنة، ففيه أحاديث كثيرة لا تخفى على أهل العلم، ومن كتب الحديث إذا أنصف في القول، وقد ذُكر عن ابن سيرين وغيره أنهم كانوا يقولون: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}، إذا ذكر لهم مثل الحجاج وضربه، ونحن نتبع القوم ولا نخالف، ونتبع ما قال الحسن وابن سيرين؛ فهما الإمامان العدلان في زمانهما الورعان الفقيهان ومن أفاضل التابعين ومن أعلمهم بالحلال والحرام وأمر الدين، ولا نجهل ونقول: لعن اللَّه من قتل الحسين بن علي، ولعن اللَّه من قتل عمر، ولعن اللَّه من قتل عثمان، ولعن اللَّه من قتل عليًّا، ولعن اللَّه من قتل معاوية بن أبي سفيان، فكل هؤلاء قتلوا قتلًا، ويقال: لعنة اللَّه على الظالمين، إذا ذكر لنا رجل من أهل الفتن، وعلى ما تقلد أحمد بن حنبل من ذلك، وباللَّه التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>