للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء. فقالوا له: قرب ولو ذبابا. فقرب ذبابا، فخلوا سبيله، قال: فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب ولو ذبابا. قال: ما كنتُ لأقرب لأحدٍ شيئا دون اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. قال: فضربوا عنقه، قال: فدخل الجنة (١).

"الزهد" ص ٢٢

قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قال نوح عليه السلام لابنه: يا بني، إني موصيك بوصية وقاصر بها عليك حتى لا تنساها؛ أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين؛ فأما اللتان أوصيك بهما، فإني رأيتهما يكثران الولوج على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ورأيت اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يستبشر بهما، وصالح خلقه؛ قول: سبحان اللَّه وبحمده فإنها صلاة الخلق، وبها يرزق الخلق، وقول: لا إله إلا اللَّه، وحده لا شريك له، فإن السماوات والأرض لو


(١) رواه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٠٣، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٥/ ٤٨٥.
والحديث ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه اللَّه رخَص للهُ تعالى في كتاب التوحيد مرفوعًا معزوًا لأحمد، وقد ناقش الألباني طرق الحديث باستفاضة في "الضعيفة" (٥٨٢٩) قائلًا: وبالجملة فالحديث صحيح موقوفًا على سلمان الفارسي -رضي اللَّه عنه-؛ إلا أنه يظهر لي أنه من الإسرائيليات التي كان تلقاها عن أسياده، حينما كان نصرانيًا. لم أقف عليه مرسلًا.
لكنه روي بنحوه موصولًا من حديث عبد اللَّه بن عمرو، رواه الإمام أحمد ٢/ ١٦٩ - ١٧٥، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٤٨) وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" ١/ ١١٩ وقال: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه.
وقال الهيثمي ٤/ ٢١٩ - ٢٢٠: رواه كله أحمد ورواه الطبراني بنحوه، ورجال أحمد ثقات. اهـ وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٣٤) وهناك أشار إلى فوائد للحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>