للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي عقود اللَّه التي عقدها على عباده وألزمها إياهم من مواجب التكليف. وقيل: هي ما يعقدون بينهم من عقود الأمانات ويتحالفون عليه ويتماسحون من المبايعات ونحوها، والظاهر أنها عقود اللَّه عليهم في دينه من تحليل حلاله، وتحريم حرامه، وأنه كلام قدم مجملاً، ثم عقب بالتفصيل وهو قوله: (أُحِلَّتْ لَكُمْ) وما بعده.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحبل الذي يُشد في وسط العراقي ثم يُثنى ثم يُثلث ليكون هذا يلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير، والوذم: السيور التي بين آذان الدلو وأطراف العراقي، والعراقي: بفتح العين والراء والقاف مقصورة، والعرقوتان: الخشبتان اللتان تعرضان على الدلو كالصليب، يصف قومه بوفاء العهد، استعار للعهد عقد الحبل على الدلو، ثم رشح الاستعارة مرة بشد العناج وأخرى بشد الكرب؛ لأنهما للتوثيق والاحتياط، بوعده:

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم … ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا

قوله: (من مواجب التكليف)، الأساس: وجب البيع وأوجبته: ألزمته، وفعلت ذلك إيجاباً لحقك، وهذا أقل مواجب الأخوة، فعلى هذا المراد بوفاء العهود جميع ما ألزمه الله تعالى من التكاليف، ولا يختص بتحليل الحلال ولا بتحريم الحرام.

قوله: (والظاهر أنها عقود الله [عليهم] في دينه من تحليل حلاله وتحريم حرامه). قال الكواشي: ذكر هذه المقدمة ثم عقبها بالأحكام ليلتزموا العمل بها، كقولك للرجل: افعل ما آمرك به، ثم تذكر له ما تريده منه، وذلك أنه تعالى أمر المكلفين بوفاء العقود وأتى بقوله: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ} مفصولاً عنه على سبيل البيان، وعقبه بما هو مشتمل على تحريم الحرام وتحليل الحلال.

<<  <  ج: ص:  >  >>