وقد جاء «بعث» على ذلك في قوله (وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً)] الفرقان: ٥١ [. (أَنِ) مفسرة بـ"أرسلنا"، أى: قلنا لهم على لسان الرسول (اعْبُدُوا اللَّهَ).
ثم عُدي بـ "في" مبالغةً، كقوله:(وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي)[الأحقاف: ١٥] اقتُطع (ذُرِّيَّتِي) من كونه مفعولاً به، وذُهب به إلى كونه ظرفاً لـ"أصلح"، أي: اجعل ذُريتي موضعاً للصلاح.
قوله:(أرسلت فيها مصعباً ذا إقحام)، تمامه من "المطلع":
طباً فقيهاً بذوات الإبلام
أصعب الجملُ: إذا لم يُكرب ولم يُذلل، فهو مصعبٌ، وهو الفحل، وبه سُمي الرجلُ مصعباً لسؤدده.
ذو إقحام، أي: يقحمُ في الأمور، ويدخلُ فيها بغير تلبثٍ ولا روية، والطبُّ: الحاذقُ، يقالُ: اعمل فيها عمل من طب لمن حب. والإبلامُ: مصدرُ أبلمتِ الناقةُ: إذا ورم حياؤها من شدة شهوة الفحل.