للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢١ - وقيلَ: للأكثرِ في التَّعْدِيدِ ... وقيلَ: للأَحْفَظِ ذِي التَّجْويد

٢٢٢ - فإنْ جَعَلْنَا حُكْمَهُ للمُرْسِلِ ... لم يَنْجَرِحْ (١) واصِلُهُ، قيل: بل

النَّوعُ الثَّانِيَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ المُدَلِّسِ (٢)

٢٢٣ - وإنْ تُرِد أنْ تعرفَ المدَلَّسا ... فهْوَ على قِسْمينِ كُلٌّ أَلْبَسَا

٢٢٤ - وقِسْمُهُ الأَوَّلُ: في الإسنادِ ... يُوهِمُ وَصْلاً ليسَ بِالمُراد

٢٢٥ - مثالُه: قالَ فُلانٌ ذا وعنْ ... أبي (٣) فلانٍ أو فلانٍ فافهمنْ

٢٢٦ - فتارةً تُسقِطُ (٤) مَن رَواهُ ... وتارةً مُضَعِّفاً سِواهُ (٥) (٦)


(١) في (ش): يتحرج
(٢) التدليس لغةً: مأخوذ من الدَّلَس، وهو اختلاط النور بالظلمة.
واصطلاحاً: إخفاء عيب في الإسناد وتحسين ظاهره. انظر: "معجم المصطلحات ص ٢٢١"
(٣) في (هـ): أي
(٤) في (ش) (هـ): يسقط
(٥) هذه من زيادات الناظم على علوم الحديث (تدليس التسوية)
(٦) أما تدليس الإسناد على أنواع:
الأول: قسمان:
١ - وهو النوع المشهور: أن يروي عن من سمع منه ما لم يسمعه منه، بل سمعه بواسطة، فيسقط الواسطة ويرويه عن شيخه بـ "عن" أو "قال". واقتصر على ذكره ابن الصلاح في علوم الحديث.
٢ - أن يروي عن من عاصره -فقط- ما لم يسمع منه. وأطلق ابن حجر على هذا القسم اسم "الإرسال الخفي".
الثاني: تدليس التسوية: أن يسقط ضعيفاً بين ثقتين لقي كل منهما الآخر، تحسيناً للإسناد، والقدماء يسمونه تجويداً، وهو شر أنواع التدليس.
قال العراقي: وهو قادح في من تعمده.
وقال ابن حجر: لا شك أنه جرح، وإن وصف به الثوري والأعمش فالاعتذار: أنهما لا يفعلانه إلا في حق من يكون ثقة عندهما ضعيفاً عند غيرهما.

الثالث: تدليس القطع: وهو أن يقطع اتصال أداة الرواية بالراوي، مثاله: ما رُوي عَنْ عليِّ بنِ خَشْرَمٍ قالَ: كُنَّا عندَ ابنِ عُيينةَ، فقالَ: "الزهريُّ"، فقيلَ لهُ: "حَدَّثَكُمُ الزهريُّ؟ "، فسَكَتَ، ثُمَّ قالَ: "الزهريُّ"، فقيلَ لهُ: "سَمِعْتَهُ مِنَ الزهريِّ؟ ! "، فقالَ: "لا، لَمْ أسمعْهُ مِنَ الزهريِّ، ولا ممَّنْ سَمِعَهُ مِنَ الزهريِّ، حدَّثَني عبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزهريِّ".
الرابع: تدليس العطف: وهو أن يصرح بالتحديث عن شيخ له ويعطف عليه شيخاً آخر لم يسمع منه ذلك المروي. مثاله: مَا فَعَلَ هُشَيْمٌ، أَنَّ أَصْحَابَهُ قَالُوا لَهُ: نُرِيدُ أَنْ تُحَدِّثَنَا الْيَوْمَ شَيْئًا لَا يَكُونُ فِيهِ تَدْلِيسٌ، فَقَالَ: خُذُوا، ثُمَّ أَمْلَى عَلَيْهِمْ مَجْلِسًا يَقُولُ فِي كُلِّ حَدِيثٍ مِنْهُ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ، ثُمَّ يَسُوقُ السَّنَدَ وَالْمَتْنَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: هَلْ دَلَّسْتُ لَكُمُ الْيَوْمَ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: بَلَى، كُلُّ مَا قُلْتُ فِيه: وَفُلَانٌ ; فَإِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ.
الخامس: تدليس الاستدراك: وهو أن يقول الراوي: "ليس فلان حدثنا، ولكن فلان" موهماً أنه سمع منه، مثاله: ما نقل عن أبي إسحاق السبيعي أنه قال: "ليس أبو عُبيدة حدثنا، ولكن عبدالرحمن عن أبيه".
ذكره أ. د. شرف القضاة، ثم قال: ولم أجد من المحدثين مَن ذكر له اسماً.
السادس: تدليس الصِّيَغ: وهو أن يطلق الصيغة في غير ما تواطأ عليه أهل الاصطلاح، كأن يصرح بالإخبار في الوجادة أو بالتحديث في الوجادة.
السابع: تدليس السكوت: وهو أن يقول المدلس: "حدثنا" ثم يسكت قليلا ثم يقول: "فلان" وكأنه أسمع من عنده الصيغة وأسرَّ اسم من سمع منه في أثناء سكوته، مثاله: وممن اشتهر بذلك عمر بن علي المقدِّمي، قال ابن سعد: " ثقة يدلس تدليسا شديدا يقول: سمعت، وحدثنا، ثم يسكت، ثم يقول هشام بن عروة والأعمش"
انظر: "معرفة علوم الحديث ص ٣٥٥ " "الكفاية ص ٣٨٦، ٣٩٢ " "علوم الحديث ص ٧٣" "ميزان الاعتدال ٣/ ٢٢٣" "التقييد والإيضاح ص ٧٩ " "تدريب الراوي ١/ ٢٥٦" "المنهاج الحديث في علوم الحديث، للدكتور: شرف القضاة، ص ١٠١"

<<  <   >  >>