للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو الذي سلّط الحجّاج (١) على المسلمين في الحجاز ثم العراق يقتلهم لمجرد الظن والشك حتى ألجم الأفواه.

ولكن الرواية المضحكة لذلك الكذاب الجاهل (الطبراني) تجعل فاه (٢) ذلك الأخ الجليل المجهول عبد الله بن زرير الغافقي يتحدّى عبدَ الملك بن مروان بِما يكرَهُ في حقِّهِ وحقِّ أبيه.

جهلُ الطبراني يتجلّى أيضاً في اختراعه السند لهذه الرواية الكاذبة.

فقد زعم أنه رواها عن طريق ابن عباد ابن يعقوب الأسدي، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن ابن لهيعة، عن أبي هريرة، عن عبد الله بن زرير الغافقي.


(١) الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، أبو محمد: من قواد الأمويين، كان خطيباً، فصيحاً، ظلوماً، جباراً، ناصبياً، خبيثاً، سفاكاً للدماء.
ظهر أمره في الشرطة في دمشق زمن عبد الملك بن مروان حتى أمره بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل ابن الزبير، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم العراق فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة. بنى مدينة واسط بين الكوفة والبصرة.
قال الذهبي: له حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله.
يُنظر لترجمته: «سير أعلام النبلاء» ٤/ ٣٤٣ الترجمة (١١٧).
(٢) كذا.

<<  <   >  >>