للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتابع الشيخ رضا أستاذه على هذا القول فقال: «وأقول زيادة في الإيضاح: إذا كان جماهير المفسرين فسروا النفس الواحدة هنا بآدم، فهم لم يأخذوا ذلك من نص الآية ولا من ظاهرها، بل من المسألة المسلمة عندهم وهي أن آدم أبو البشر ... ». (١)

وهذا القول في الحقيقة مخالف لما ثبت في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - في أن آدم أبو البشر، فمنها على سبيل المثال قوله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (١١) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (١٢)} (٢)، وقوله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (٢٧) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٨) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (٢٩) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١)}. (٣)

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب». (٤)

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد .... ». (٥)


(١) نفس المصدر (٤/ ٣٢٥).
(٢) سورة الأعراف، آية ١١ - ١٢.
(٣) سورة الجحر، آية ٢٦ - ٣١.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده (٢/ ٣٦١)، وأخرجه الألباني في الصحيح الجامع برقم (٤٥٦٨) وقال صحيح.
(٥) أخرجه الأمام أحمد في مسنده وقال شعيب الأرناوط إسناده صحيح.

<<  <   >  >>