للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدجال، هو المموه الكذاب، وهو من أبنية المبالغة على وزن فعال.

أي يكثر منه الكذب والتلبيس.

وجمعه دجالون، وجمعه الإمام مالك على دجاجلة وهو جمع تكسير. (١)

ولفظ «الدجال» أصبحت علماً على المسيح الأعور الكذاب، الذي حذر منه النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فإذا قيل الدجال، فلا يتبادر إلى الذهن غيره.

وسمي الدجال دجالاً، لأنه يغطي الحق بالباطل، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.

وقيل لأنه يغطي الأمر بكثرة جموعه. (٢)

[الأحاديث الواردة في خروج المسيح الدجال]

ثبت بالأحاديث الصحيحة الصريحة عن الصادق المعصوم - صلى الله عليه وسلم - أنه سوف يخرج في آخر الزمان من جهة المشرق من خراسان من يهودية أصبهان، رجلٌ يدعي الربوبية، ويكون معه ما يشبه الجنة والنار، والحقيقة أن ناره جنة، وجنته نار، يأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت ويأمر الخرائب أن تخرج كنوزها فتستجيب، ويحي الميت وغيرها من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول وتحير الألباب، يمكث في الأرض أربعين يوماً، وما ذلك إلا فتنةً للبشر واختباراً لإيمانهم، وصدق اتباعهم لنبيهم - صلى الله عليه وسلم - والذي حذرهم من اتباعه وتصديقه، فمن كفر به فقد نجى وسلم، ومن صدقه فقد كفر وهلك.


(١) انظر (النهاية في غريب الحديث» (٢/ ١٠٢) وفتح الباري (١٣/ ٩٧).
(٢) لسان العرب (١١/ ٢٣٦ - ٢٣٧).

<<  <   >  >>