للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم، وانقطعوا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها». (١)

[مناقشة الإشكال الثاني]

وهو قول الشيخ رشيد رضا عن الأحاديث الواردة في المسيح الدجال «ما ذكر فيها من الخوارق التي تضاهي أكبر الآيات التي أيد الله بها أولى العزم من المرسلين أو تفوقها، وتعد شبهه عليها كما قال بعض علماء الكلام وعد بعض المحدثين ذلك من بدعتهم ... ».

فالشيخ رشيد رضا رحمه الله وغفر له، يرى أن ما ذكر عن المسيح الدجال. وما سيأتي به من خوارق الأمور والأعمال التي تبهر العقول وتحير الألباب، مشابه أو مساوي لما أيد الله به أولى العزم من المرسلين من المعجزات والكرامات.

وهذا بحد ذاته يعتبر شبهةً وإشكالاً كبيراً عند رشيد رضا، بل وهذه الشبهة أو الإشكال كفيلة برد كل الأحاديث الصحيحة التي ذكرت في المسيح الدجال.

وفي الحقيقة أن المسألة أهون وأيسر من ذلك، لمن وفقه الله وأنار بصيرته للجمع بين النصوص أو التوفيق بينها.

فالمسألة في الواقع لا شبهة ولا إشكال فيها، فالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، مؤمنون بالله مقرون ومعترفون بربوبيته على خلقه،


(١) التذكرة للقرطبي، صـ ٦٢٤.

<<  <   >  >>