للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ذكر نماذج من تعارض أحاديث المهدي وتهافتها كما يزعم ومن ذلك قوله «إن أشهر الروايات في اسمه واسم أبيه عند أهل السنة أنه محمد بن عبد الله، وفي رواية أحمد بن عبد الله، والشيعة الإمامية متفقون على أنه محمد بن الحسن العسكري، وهما الحادي عشر والثاني عشر من أئمتهم المعصومين، ويلقبون بالحجة، والقائم، والمنتظر، وزعمت الكيسانية (١) أن المهدي هو محمد بن الحنفية وأنه حي مقيم بجبل رضوي ... ». (٢)

ثم قال: «المشهور من نسبه أنه علوي فاطمي من ولد الحسن وفي بعض الروايات من ولد الحسين، وهو يوافق قول الشيعة الإمامية، وهناك عدة أحاديث مصرحة بأنه من ولد العباس». (٣)

ويزعم أن سبب الاختلاف في الروايات هو كونها موضوعه حيث يقول «وسبب هذا الاختلاف أن الشيعة كانوا يسعون لجعل الخلافة في آل الرسول - صلى الله عليه وسلم - من ذرية علي سلام الله ورضوانه عليهم، ويضعون الأحاديث تمهيدا لذلك، ففطن لهذا الأمر العباسيون فاستمالوا بعضهم، ورأى أبو مسلم الخرساني وعصبته أن آل علي يغلب عليهم الزهد، وأن بني العباس كبني أمية في الطمع في الملك، فعمل لهم توسلاً بهم إلى تحويل عصبية الخلافة إلى الفرس، تمهيداً لإعادة الملك والمجوسية، وحينئذٍ وضعت


(١) الكيسانية إحدى فرق الرافضة، وهم أتباع المختار بن أبي عبيد الله الثقفي الكذاب وينسبون إلى كيسان مولى علي- رضي الله عنه -، وقيل كيسان لقب لمحمد بن الحنفية "الفرق بين الفرق صـ ٣٨، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.
(٢) تفسير المنار (٩/ ٥٠١).
(٣) نفس المصدر (٩/ ٥٠٢).

<<  <   >  >>