للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهون عليهم من أن يقولوا: متناقضة فأبطلوها كلها». (١)

وللأسف فإن شيخنا رشيد رضا رحمه الله وغفر له دائماً ما يردد هذه العبارة ودائماً ما يلجأ إليها إذا ضاقت به السبل، وتعسرت عليه الاستشكالات والتساؤلات.

وهي نفس الدعوى التي قام يرددها ويتكئ عليها من بعد الشيخ رشيد رضا، الطاعنون في السنة النبوية، كالمدعو أبو ريه في كتابه «أضواء على السنة المحمدية» والذي رد فيه الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة بدعوى التعارض فيما بينها ولا حول ولا قوة إلا بالله. (٢)

فالذي دلت عليه الأحاديث الصحيحة التي ذكرتها في بداية المبحث، كحديث على بن أبي طالب، وحديث أبي سعيد الخدري وحديث أم سلمه، وحديث عبد الله بن مسعود أنه من نسل الحسن بن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه -، وهذا الذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة وأهل الحديث قاطبة، قال ابن كثير في المهدي «هو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسنين- رضي الله عنه - (٣) ولا عبرة بما يقوله الشيعة الإمامية من أنه محمد بن الحسن العسكري، أو ما يقوله الرافضة الكيسانية من أن المهدي هو محمد بن الحنفية، فهذه كلها أقوال باطلة لا دليل عليها من السنة النبوية الذين هم أبعد الناس عن العلم فيها فضلا عن تميز الصحيح من السقيم منها.


(١) كتاب الإيمان لابن سلام صـ ٤٠.
(٢) انظر الكتاب أضواء على السنة المحمدية للمدعو أبو رية.
(٣) النهاية/ الفتن والملاحم (١/ ٢٩).

<<  <   >  >>