للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[والرد على ما ذهب إليه ابن خلدون من عدة وجوه]

أولا: إن عبارة ابن خلدون وهي قوله «لم يخلص منها من النقد إلا القليل والأقل منه» فعبارته تدل على أنه سلم من نقده القليل من الأحاديث ولو صح حديث واحد من بين الأحاديث الكثيرة التي ردها لكفى به حجة في شأن المهدي، كيف والأحاديث فيه صحيحة ومتواترة.

ثانيا: إن ابن خلدون لا يعتد به في التصحيح والتضعيف لأنه مؤرخ، وإنما الذي يعتد به في ذلك هم، رجال الحديث وأئمته أمثال البيهقي والخطابي والعقيلي والرازي والذهبي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل الرواية والدراية الذين قالوا بصحة الكثير من أحاديث المهدي. (١)

وقد أحسن الشيخ أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند حيث قال «أما ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم، واقتحم قحماً لم يكن من رجالها ... ». (٢)

وقال عنه أيضا: «إنه قد تهافت في الفصل الذي عقده في مقدمته للمهدي تهافتاً عجيباً وغلط أغلاطاً واضحة» (٣)، حيث إن ما كتبه في هذا الفصل مملوء بالأغاليط الكثيرة في أسماء الرجال ونقل العلل.


(١) الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة، ص ١٠ وما بعدها.
(٢) مسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر (٥/ ١٩٧).
(٣) مسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد شاكر (٥/ ١٩٧).

<<  <   >  >>