للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرد عليه]

في الحقيقة أن الأحاديث الواردة في إثبات طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان، أحاديث صحيحة وصريحة وغالبها في الصحيحين وهي واضحة المعنى بحيث لا تحتمل التأويل أو التشكيك، فلهذا لم يستطع الشيخ رشيد رضا إثارة الاستشكالات والتساؤلات حولها كما أثار الاستشكالات والتساؤلات الكثيرة حول أحاديث المسيح الدجال وأحاديث المهدي.

فلهذا وذاك ذهب للتشكيك بصحتها بدعوى الاختلاف في الترتيب حيث يقول عن الرواة «إنهم اختلفوا في ترتيب هذه الآيات». (١)

وفي الحقيقة ليس هناك إشكال في مسألة ترتيب هذه الآيات، وإنما الإشكال فعلا هو عد رشيد رضا لما هو غير المشكل مشكلاً.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة، ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب». (٢)

قال البرزنجي في الإشاعة: وهذا جمع حسن رحمه الله. (٣)


(١) تفسير المنار (٨/ ٢١٠).
(٢) فتح الباري (١١/ ٣٥٣).
(٣) الإشاعة صـ ٣٥٠.

<<  <   >  >>