للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ (ثلاثا) الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور (أو: وقول الزور) ... » (١)،

وذلك أيضا من الحرص على أداء ما سمع، وقد رواه أنس بلا تردد (٢).

وقد انتقل هذا المنهج للتابعين فقد تبعوا فيه الصحابة، ولنضرب لذلك ثلاثة أمثلة:

المثال الأول: أبو حازم (٣) عن سهل بن سعد، فقد روى عنه أبو حازم مرفوعا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا، أو سبعمائة ألف ... » قال مسلم: «لا يدري أبو حازم أيهما قال» (٤).

المثال الثاني: أبو الزبير (٥) عن جابر، فقد قال ابن جريج (٦): أخبرني أبوالزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يسأل عن المُهل؟ فقال: سمعت (ثم انتهي، فقال: أراه يعني) النبي - صلى الله عليه وسلم - ... » (٧)، فقد احتاط أبو الزبير للسماع.


(١) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب بيان الكبائر وأكبرها (١/ ٩١)، رقم (٨٧).
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) هو: سلمة بن دينار، روى عن سهل بن سعد وأبي أمامة، إمام قدوة. السير (٦/ ٩٦).
(٤) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب (١/ ٩٥)، رقم (٩٧).
(٥) هو: محمد بن مسلم بن تدرس، إمام حافظ، مولى حكيم بن حزام، روى عن جابر، وابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو، وغيرهم. السير (٥/ ٣٨٠).
(٦) هو: عبد الملك بن عبد العزيز، الإمام العلامة الحافظ شيخ الحرم، صاحب التصانيف وأول من دون العلم بمكة، حدث عن عطاء بن أبي رباح فأكثر عنه، ونافع مولى ابن عمر. السير (٦/ ٣٢٥).
(٧) صحيح مسلم - كتاب الحج - باب مواقيت الحج والعمرة (٢/ ٨٤٠)، رقم (١١٨٣).

<<  <   >  >>