للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المثال الثاني (١): حديث الواهبة نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتقدم رجل بقوله: يارسول الله: أنكحنيها ولم يكن معه من المهر غير بعض القرآن، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «أنكحتكها بما معك من القرآن» وفي رواية: «زوجتكما بما معك من القرآن»، وفي رواية: «زوجتكها على ما معك»، وفي رابعة: «قد ملكتكها بما معك» (٢). هذا الاختلاف: زوجتكها، ملكتكها، أنكحتكها، بما معك على ما معك .. ؟ ! .

لقد تأسف هؤلاء على أن السنة رويت بالمعني فأدت الرواية إلى هذا الاختلاف الشنيع، ولم ترو باللفظ كما روي القرآن بلفظه، كما أنها لم تكتب كما كتب، هذا ما يقولونه (٣)، ولكن القرآن أيضا وقع فيه مثل ما نقموه على السنة، فمتى جمع القرآن؟ (٤)

وماذا يقولون في اختلاف القراءات العشر المروية، بل إن القراءات أكثر من عشر بكثير (٥). ما قولهم في قراءة: (فتثبتوا) بدلا من (فتبينوا)، و (ننسأها) بدلا من (ننسها)، وقراءة (لا تقتلوهم)


(١) انظر: أبو ريه: أضواء (ص: ٩١).
(٢) صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب إذا كان الولي هو الخاطب (٥/ ١٩٧٢)، رقم (٤٨٣٩)، وسنن ابن ماجه - كتاب النكاح - باب صداق النساء.
(٣) انظر: رشيد رضا: مجلة المنار (١٠/ ٧٦٦) وأبو ريه: أضواء (ص: ٢٠، ٧٦).
(٤) لم يجمع القرآن في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مصحف واحد، وأول جمع بهذا المعني كان في عهد الصديق، ثم الجمع الأكبر في عهد عثمان رضي الله عنهم، انظر: ابن أبي داود: المصاحف ط. مؤسسة قرطبة، مصر. (ص: ٥) وما بعدها، ود. لبيب السعيد: المصحف المرتل (ص: ٣٢) وما بعدها، ط. دار المعارف، بمصر.
(٥) انظر: ابن الجزري: النشر في القراءات العشر (١/ ٨٨) وما بعدها ط. مكتبة القاهرة بمصر.

<<  <   >  >>