للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحكمة إنذار الناس بقرب قيام الساعة وإتيانها بغتةً، وأنها متعارضة تعارضاً كبيراً فيما بينها، مما يوجب تساقطها». (١)

ومثال ذلك أيضا رده للأحاديث الواردة في المهدي حيث يقول «وأما التعارض في أحاديث المهدي فهوى أقوى وأظهر والجمع بين الروايات فيه أعسر، والمنكرون لها أكثر والشبهة فيها أظهر. ولذلك لم يعتد الشيخان بشيء من روايتهما في صحيحيهما». (٢)

وكذلك رده لحديث «طلوع الشمس من مغربها» في آخر الزمان والذي رواه أبو هريرة ورفعه للنبي - صلى الله عليه وسلم - والذي هو في الصحيحين.

فرشيد رضا يرد هذا الحديث، بدعوى أنه مشكل وأن أبا هريرة لم يصرح في هذا الحديث بالسماع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيخشى أن يكون قد سمع ذلك من كعب الأحبار! ! ! (٣)

وفي الحقيقة أن الشيخ رشيد رضا لم يَردُ أحاديث أشراط الساعة الكبرى فقط، لأنه كما يقول فيها إشكال وتعارض.

بل رد كذلك أحاديث أخرى كثيرة وهي التي سوف أذكرها في مبحث عقيدته تحت عنوان «المآخذ التي عليه».

ومنها على سبيل المثال رده للحديث الذي في صحيح البخاري والذي لا مطعن فيه وهو حديث «سجود الشمس عند العرش».


(١) تفسير المنار، للشيخ محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية، (٦/ ٤٥٠).
(٢) تفسير المنار (٩/ ٤٥٩).
(٣) تفسير المنار (٨/ ٢١١).

<<  <   >  >>