للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما ... فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين». (١)

وقال في العقيدة الواسطية في موقف أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» ثم قال: «ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقولٍ أو عمل، ويمسكون عما شجر بين الصحابة، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد ونقص وغير عن وجهه الصريح، والصحيح منه هم فيه معذورون، وإما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون، مخطئون، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر». (٢)

وقال ابن تيمية في منهاج السنة: «لم يكن من ملوك الإسلام ملكٌ خيراً من معاوية، وكانت سيرته مع رعيته من خيار سيرة الولاة، وقد كانت رعيته يُحبونه وقد ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «خيارُ أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم». (٣)


(١) مجموع الفتاوي (٣٥/ ٥٨).
(٢) (العقيدة الواسطية) لابن تيمية ص ٤٨٤، طبعة دار ابن الجوزي، الطبعة الرابعة، ١٤٢٧ هـ.
(٣) بن تيمية «منهاج السنة» (٦/ ٨٨) مؤسسة قرطبة، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم.

<<  <   >  >>