للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٠٦ - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، ثنا ابْنُ لَهِيْعَة حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو المعافري قال: سمعت أبا ثور الفِهريَّ يحدِّث عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيس (١) البَلَوي وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَصَعِد الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذكر عثمان رضي الله عنه فَوَقَعَ (٢) فِيهِ. قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَدَخَلْتُ عَلَى عثمان رضي الله عنه وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عُدَيْس قَالَ كذا وكذا.

فقال عثمان رضي الله عنه: ومن أين وقد اختبأت (٣) عند الله عزَّ وجلّ عَشْرًا: إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الإِسلام وزوَّجني رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ (٤)، وَبَايَعْتُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِي فما سترت (٥) بها ذكري (٦)


(١) عبد الرحمن بن عدي بمهملتين مصغرًا بن عمرو بن كلاب بن دهمان أبو محمد البَلَوي. قال ابن سعد: صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمع منه وشهد فتح مصر وكان فيمن سار إلى عثمان رضي الله عنه، وقيل: كان ممن بايع تحت الشجرة. وأخرج البغوي أن معاوية سجنه ثم هرب فقتل سنة (٣٦ هـ).
ينظر: معجم ابن قانع (خ ١٠٥/ب)، الاستيعاب (٢/ ٤٠٣)، أُسد الغابة (٣/ ٤٧٤)، الإِصابة (٢/ ٤٠٣ ق ١).
(٢) يقال: وقع في فلان وقوعًا ووقيعة إذا اغتابه. وقيل: هو أن يذكر في الإِنسان ما ليس فيه. (لسان العرب: وق ع).
(٣) أي: اذخرتها وجعلتها عنده لي. (لسان العرب: خ ب أ).
(٤) المقصود رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما فإنها لما ماتت الأولى زوّجه النبي -صلى الله عليه وسلم- الثانية.
(٥) في (سد): "فما مسست".
(٦) وهذا منه رضي الله عنه تنزيه وتكريم واحترام لما مس يدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد ثبت في صحيح
البخاري -كتاب الوضوء- باب النهي عن الاستنجاء باليمين وباب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال (١/ ٧٠، ٧١: ١٥٣، و ١٥٤)، وفي صحيح مسلم كتاب الطهارة باب النهي عن الاستجاء باليمين (٢٦٧)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه".

<<  <  ج: ص:  >  >>