للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المطلب الثاني نشأته]

نشأ بمكة المكرمة، والظاهر أنه ولد بها، لكن لم أجد من صرح بسنة ولادته.

طلبه للعلم:

طلب العلم، ولازم كبار شيوخ بلده، وعلى رأسهم سفيان بن عيينة. قال الحميدي: جالست ابن عيينة تسع عشرة سنة، أو نحوها. اهـ (١).

كما كان يسمع من القادمين لأداء الحج والعمرة. وتفقه على الشافعي، حتى صار مفتي أهل مكة.

رحلاته في طلب العلم:

لم يذكر للحميدي كبير رحلة، ولعل السبب في ذلك -والله أعلم- مجاورته لبيت الله الحرام، فكل أهل العلم تهفوا قلوبهم إليه، فيأتونه حجاجًا، ومعتمرين، فلا حاجة له في البحث عنهم في ديارهم، لكنه لم يرض أن تخلو صحائف أعماله من تغبير الأقدام في طلب العلم. فحين خرج الشافعي -رحمه الله- إلى مصر، رافقه الحميدي، ولازمه حتى مات، ثم رجع إلى مكة (٢). وكان كغيره من المحدثين كل ما بلغه حديثًا عن رجل ابتغى لقاءه ليسمعه بعلو منه، ومن ذلك ما رواه الخطب (٣) بسنده عن أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة، قال: ثنا أبو العباس الوليد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن


(١) التاريخ الكبير (٥/ ٩٧).
(٢) انظر: آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم: (ص ٤٤)؛ والسير (١٠/ ٦١٩)؛ وطبقات الشافعية الكبرى (٢/ ١٤٠) -وكان خروج الشافعي إلى مصر سنة مائتين، وتوفي سنة أربع ومائتين-. انظر: الانتقاء لابن عبد البر (ص ١٠١).
(٣) كتاب الرحلة في طلب الحديث (ص ١٨١)، ح (٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>