للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في سمن (١)، فزاد إسحاق في المتن من دون سائر أصحاب سفيان، هذه الكلمة: "وإن كان ذائبًا، فلا تقربوه" (٢)، ولعل الخطأ فيه من بعض المتأخرين، أو من راويه عن إسحاق (٣).


(١) رواه البخاري (٩/ ٦٦٧) ح (٥٥٣٨)، وأبو داود (٤/ ١٨٠) ح (٣٨٤١)، والترمذي (٤/ ٢٥٦) ح (١٧٩٨)، والنسائي (٧/ ١٧٨) ح (٤٢٥٨)، وليس عند أحد منهم زيادة إسحاق، في هذا الحديث.
(٢) رواه ابن حبان (٢/ ٣٣٥) ح (١٣٨٩) من طريق عبد الله بن محمد الأزدي- وهو ابن شيرويه راوي مسند إسحاق (انظر: المعجم المفهرس لابن حجر (ص ١٠٨) - قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سئل عن الفأرة تموت في السمن، فقال: "إن كان جامدًا فألقوها وما حولها وكلوه، وإن كان ذائبًا فلا تقربوه".
(٣) وهذا هو الأقرب عندي، لأن إسحاق رواه في مسنده (٤/ ٢٠٤)، ح (٢٠٠٧) على الصواب دون هذه الزيادة وهو أول حديث في مسند ميمونة عنده -قاله محقق مسند عائشة- ولم أجد هذا الحديث بهذه الزيادة في مسند ميمونة رضي الله عنها، إلَّا أن يكون ذكره في غير مسندها، وفي ذلك بعد إذ كيف يذكره في مسندها على الصواب ثم يذكره في مسند غيرها بزيادة منكرة، وثمة أمر آخر جدير بأن يدفع هذا الأمر عن إسحاق من أصله، وهو أن من ادعى خطأ إسحاق فيه حمل ذلك على ما بعد الاختلاط المزعوم، وهذا في غاية البعد، إذ إن إسحاق حدث بمسنده قبل موته بسنوات، وقد سمع منه عبد الله بن محمد بن شيرويه الأزدي جميع المسند، فهل تراه يأتي ليسمع من إسحاق في حال اختلاطه وهو يعلم أن ذلك سيفسد عليه كل ما حمل عنه.
والذي أرى أنه كان يحدث -أعني ابن شيرويه- في بعض أحايينه حفظًا فدخل عليه حديث في حديث، وذلك أن إسحاق قد ووى عن عبد للرزاق عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن الفأرة تقع في السمن، فقال: (إن كان جامدًا فألقوها وما حولها، وإن كان مائعًا فلا تقربوه)، وقد رواه ابن حبان (٢/ ٣٣٥) ح (١٣٩٠، ١٣٩١)، من طريقين عن إسحاق، به، وقد رواه. غير إسحاق عن معمر انظر: مصنف عبد الرزاق (١/ ٨٤) ح (٢٧٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>