للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الخامس أعماله في القضاء]

إنما تعرضت لهذه النقطة لأمور، منها:

١ - بعد اطلاعي على شيء من سيرته علمت أن القضاء قد أخذ قدرًا غير قليل من عمره فلا ينبغي إغفاله.

٢ - ما تعرض له من أجل القضاء من المحن والابتلاء.

٣ - عاب بعضهم عليه دخوله في القضاء، فعلى الباحث دفع هذه الشبهة.

٤ - إذا علمنا أنه جمع بين القضاء والتدريس والتأليف، فلم يهمل جانبًا على حساب جانب آخر، فإبراز ذلك كان منقبة أخرى للحافظ ابن حجر.

وبعد هذا أقول: إن القضاء في عهد ابن حجر كان وظيفة عالية لا تسند إلَاّ إلى قلة من العلماء البارزين المشهود لهم بالأمانة والورع فابن حجر كان ممن يشار إليه بالبنان لعلمه وشهرته، ولذلك طُلب منه الدخول في سلك القضاء.

وكان رحمه الله مصممًا على عدم الدخول في القضاء حتى إنه لم يوافق الصدر المناوي لما عرض عليه النيابة عنه (١).

وفوّض إليه الملك المؤيد القضاء بالمملكة الشامية مرارًا فأبى وأصرّ على


(١) الضوء اللامع (٢/ ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>