للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي لا يكاد يوجد عند كثير من المكثرين والمقلين على حد سواء.

ويُعدُّ الحافظ بحق مجددًا في علمي الحديث والرجال على وجه الخصوص، يشهد له بذلك أئمة هذا الشأن من شيوخه وأقرانه وتلامذته.

يقول تقي الدين محمد بن فهد المكي: "ألف التواليف المفيدة، المليحة الجليلة، السائرة الشاهدة له بكل فضيلة، الدالة على غزارة فوائده والمعربة عن حسن مقاصده، جمع فيها فأوعى، وفاق أقرانه جنسًا ونوعًا التي شنفت بسماعها الأسماع، وانعقد على كمالها لسان الإجماع، ورزق فيها الحظ السامي عن اللمس، وسارت بها الركبان سير الشمس" (١).

ومع هذا كله، فقد نقل السخاوي عن شيخه ابن حجر أنه قال: "لست راضيًا عن شيء من تصانيفي؛ لأني عملتها في ابتداء الأمر، ثم لم يتهيأ من يحرِّرها معي سوى (شرح البخاري)، و (مقدمته)، و (المشتبه)، و (التهذيب)، و (لسان الميزان) ".

كما نُقل عنه أنه أثنى على (تغليق التعليق)، مع أنه من أوائل مصنفاته وعلى (نخبة الفِكر). ثم قال ابن حجر عن باقي تصانيفه: "وأما سائر المجموعات، فهي كثيرة العدد، واهية العُدد، ضعيفة القوى، ظامئة الروى"!

ويعقّب السخاوي على قول شيخه، فيقول: "ليس ذلك إلَاّ لتواضعه وكثرة معارفه المتجدّدة".

ويقول المحدّث حبيب الرحمن الأعظمي: "ولا شك أن كلامه هذا مبعثه تحريه التجويد والتحرير، وهو يصوِّر تواضعه الجمّ، فمصنفاته كللها تنمُّ عن علم واسع وتحقيق نادر، وهي مراجع أساسية في موضوعاتها" (٢).


(١) لحظ الألحاظ (ص ٣٣٢)؛ والجواهر (ص ٢٥٠).
(٢) نقلًا من مقدمة المطالب العالية المطبوع بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ص (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>