للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الخطابي (١): "وأكثر الرواة يفتحون الخاء ولا يَمُدُّون"، وهو تصحيف، والذي قال لسلمان هذا القول رجلٌ من اليهود" (٢).

قوله: "لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، وأن لا نستنجي باليمين". هكذا هو في معظم النسخ: "وأن لا نستنجي باليمين"، وفي بعضها بحذف لفظة (لا)، وهو الوجه، وهو الموجود في "صحيح مسلم" (٣) وغيره (٤)، وعلى الرواية الأولى تكون (لا) زائدة، أو يكون في الكلام حَذْفٌ تقديره: وأمرنا أن لا نستنجي باليمين (٥).

ثم إن النهي عن الاستنجاء باليمين نهي تنزيه (٦)، فلو استنجى بها


= علمنا آدابها فنهانا فيها عن كذا وكذا" والله أعلم.
(١) "معالم السنن" (١/ ١١)، وعبارته: "وأكثر الرواة يفتحون الخاء، ولا يمدون الألف، فيفحش معناه". وبنحوها في "إصلاح خطأ المحدثين" (٤٦)، و"غريب الحديث" (٣/ ٢٢٠) كلاهما للخطابي أيضًا.
(٢) نقله السيوطي في "مرقاة الصعود" (٧ - درجات) عن النووي في "شرحه" هذا.
وفي رواية في "صحيح مسلم" (٢٦٢): "قال -أي سلمان-: قال لنا المشركون: إني أرى صاحبكم يعلمكم ... ". وكذا قال سبط ابن العجمي في "تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم" (ص ٩٨ رقم ١٧٤ بتحقيقي): "ورد في رواية (م) أن المشركين قالوا له ذلك".
قلت: ولذا قال الديوبندي في: "فتح الملهم" (١/ ٤٢٣): "والقائلون هم المشركون". ولا يبعد ما قاله المصنف، ولكن يحتاج إلى أثارة من علم.
وانظر "مرقاة المفاتيح" (١/ ٣٦٦ - ٣٦٧)، "سنن أبي داود" (١/ ١٥٢ - تحقيق محمد عوامة) والتعليق عليه.
(٣) رقم (٢٦٢) وفيه: "أو أن نستنجي باليمين".
(٤) مثل: الترمذي (١٦) والنسائي (١/ ٣٨ - ٣٩).
(٥) انظر: "عون المعبود" (١/ ٢٥)، "بذل المجهود" (١/ ١٧ - ١٨).
(٦) قال المصنف في "شرح صحيح مسلم" (٣/ ٢٠٠) عن النهي عن الاستنجاء =

<<  <   >  >>