كتاب منهج النقد في علوم الحديث

[الباب السادس: في علوم السند]

المراد بالسند هنا: سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث واحدا عن الآخر، حتى يبلغوا به إلى قائله.

والبحث في السند دعامة أساسية في علوم الحديث، وفي التوصل إلى هدفه الأسمى والغرض المطلوب منه، وهو تمييز الحديث المقبول من المردود.

قال سفيان الثوري: "الإسناد سلاح المؤمن. إذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل" (١).

وقال عبد الله بن المبارك: "الإسناد عندي من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، فإذا قيل له: من حدثك؟ بقي! " (٢).

(١) أخرجه ابن حبان في مطلع كتاب المجروحين: ١٩.
(٢) اخرجه مسلم في مقدمة صحيحه: ١٢ والترمذي في العلل آخر الجامع. وابن حبان في مطلع كتاب المجروحين: ١٨، والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث: ٤١. واللفظ للترمذي.
وقوله: "بقي" أي بقي حائرا أو ساكنا. وفي بعض نسخ الترمذي "يقي" أي يقي نفسه من الكذب. انظر شفاء الغلل شرح العلل آخر تحفة الأحوذي: ٤: ٣٨٨.