للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الذهبي (هو آخر من كان في الدنيا بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمانية رجال ثقات) قال ابن رجب: يريد بالسماع المتصل (١).

ولعل فوقه كان حافزًا للمؤلف على تعويض ذلك بإكثار الأخذ عمن أدركهم غيره، في تلك الرحلة، قال ابن حجر: وأكثر عن الصوري، وابن عساكر وابن المجاور، وغيرهم (٢).

وزاد الصفدي على هؤلاء فقال: وأبي إسحاق بن الواسطي، وطبقتهم (٣). وقال ابن كثير: ودخل دمشق سنة ٩٠ هـ -يعني وستمائة- فسمع من الكِنْدي وغيره (٤). وقال ابن قاضي شُبهة: وسمع الكثير من الجم الغفير (٥).

وبتلك الرحلات والأخذ فيها عمن أدركهم من عيون المحدثين والمسندين، ازدادت حصيلته من الرواية والدراية، وتوافرت له الأسانيد العالية والنازلة.

وقد سأل ابن أيبك مسائل لابن سيد الناس عن أحفظ من لقيه، فجمع له من ذلك عددًا غير قليل، كما سيأتي ذكره في مؤلفاته (٦).

ثم إنه لم يكتف بذلك، بل اجتهد في تحصيل إجازات المحدثين، خاصة من أهل البلاد التي لم يُعرَف له رحلة إليها، كما أشار إلى ذلك، حيث قال: وأجاز لي جماعة من الرواة بالحجاز والعراق والشام، وإفريقية والأندلس، وغيرها


(١) المصدر السابق.
(٢) الدرر الكامنة ٤/ ٣٣١، وانظر بعض مروياته عن الصوري وغيره فمن أثبت أخذه عنهم بدمشق وضواحيها وذلك في كتابه عيون الأثر ٢/ ٣٤٢ - ٣٤٦.
(٣) الوافي ١/ ٢٩٠.
(٤) البداية والنهاية ١٤/ ١٤٧.
(٥) طبقات الشافعية ٢/ ٣٩٠.
(٦) وانظر ذيل ابن فهد على تذكرة الحفاظ / ٧٧، ٨٣، ٨٦، ٩٠، ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>