للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بعضهم: (ليس هذا من الحسن في الوجه، وإنما معناه: حسَّن اللَّه وجهه في خَلْقه؛ أي: في جاهه وقَدْره، فهو مثل قوله صلى اللَّه عليه وسلم: "اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه" (١) يعني: الوجوه من الناس وذوي الأقدار) انتهى، وهو تأويلٌ بعيدٌ مخالفٌ للظاهر من غير حاملٍ عليه، وليس نظيرَ حديث: "اطلبوا الحوائج" لذكر الوجوه فيه المحتمل لأن يراد بها جمع (وجه) من الوجاهة؛ وهي: التقدُّم وعلو القدر.

وحكى ابن العربي عن ابن بُشْكوال: أنه بالصاد المهملة، وهو شاذٌّ.

(امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها) رواه الترمذي عن ابن مسعود، وقال: حسن صحيح، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه" عن جبير بن مطعم، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأبو داوود، وابن ماجه، والترمذي عن زيد بن ثابت، وقال: حسن (٢).

وفي روايةٍ صحيحةٍ: "نضر اللَّه امرأ سمع منَّا حديثًا فأداه عنَّا كما سمعه، فربَّ مبلَّغ -أي: بفتح اللام- أوعى من سامع" (٣).

وفي أخرى صحيحةٍ أيضًا: "نضر اللَّه رجلًا سمع منا كلمةً فبلغها كما سمعها، فرب مبلَّغٍ أوعى من سامع" (٤).

قال الروياني في "بحره": (في الخبر: بيان أن الفقه هو الاستنباط والاستدراك لمعاني الكلام، وفي ضِمْنه وجوب التفقهِ والحثِّ على استنباط معاني الحديث) اهـ (٥)


= والنضرة: الحسن والرونق، والمعنى: خصه اللَّه تعالي بالبهجة والسرور؛ لأنه سعى في نضارة العلم وتجديد السنة، فجازاه في دعائه بما يناسب حاله في المعاملة. اهـ "الفتوحات الوهبية" (ص ٤١).
(١) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٣٧٩٩) عن سيدنا أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٢) سنن الترمذي (٢٦٥٦) و (٢٦٥٧)، وصحيح ابن حبان (٦٦)، ومستدرك الحاكم (١/ ٨٧)، وسنن أبي داوود (٣٦٦٠)، وسنن ابن ماجه (٢٣٠).
(٣) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (١٣٢٦) عن سيدنا عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه.
(٤) أخرجه الشاشي في "مسنده" (٢٧٨)، والبيهقي في "الشعب" (١٦٠٧) عن سيدنا عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه.
(٥) بحر المذهب (١/ ٢٠ - ٢١).

<<  <   >  >>