للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - باب صفة الحَجِّ

٦٠٦ - عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: دخلتُ على جابر بن عبد اللَّه، فسأل عن القوم حتى انتهى إلَيَّ، فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين، فأهوَى بيده إلى رأسي، فنزع زرِّي الأعلى، ثم نزع زرِّي الأسفلَ، ثم وضع كفَّه بين ثدييَّ وأنا يومَئذٍ غلامٌ شابٌّ، فقال: مرحبًا بك يا ابنَ أخي، سَلْ عما شئتَ، فسألتُه وهو أعمى. وحضر وقتُ الصلاة، فقام في ساجَةٍ (١) مُلتحِفًا بها، كلَّما وضعَها على منكبَيه رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤُه إلى جنبه على المِشْجَب (٢)، فصلَّى بنا، فقلت: أخبِرْني عن حَجَّةِ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال بيده، فعقد تسعًا، فقال: إن رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مكث تسعَ سنين لم يحجَّ، ثم أذَّنَ في الناس في العاشرة: أن رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حاجٌّ، فقدم المدينةَ بشرٌ كثيرٌ، كلُّهم يلتمس أن يأتَمَّ برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويعمل مثلَ عمله، فخرجْنَا معه حتى أتيْنَا ذا الحُلَيفة، فولدَتْ أسماءُ بنتُ عُمَيس محمدَ بنَ أبي بكر، فأرسلَتْ إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كيف أصنع؟ قال: "اغتسِلِي، واستَثفِرِي (٣)


(١) ثوب كالطيلسان وشبهه.
(٢) أعواد يوضع عليها الثياب ومتاع البيت.
(٣) أي: أمسكي موضع الدم عن السيلان بثوب ونحوه.