للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٧٤ - وعن أبي ساسان حُضَين (*) بن المنذر قال: شهدتُ عثمانَ بنَ عفَّانَ أُتِي بالوليد وقد صلَّى الصُّبحَ ركعتَينِ، ثم قال: أزيدُكم؟ فشهدَ عليه رجلانِ -أحدهما حُمْران- أنه شربَ الخمرَ، وشهدَ الآخرُ أنه رآه يتقيَّأ، فقال عثمان: إنه لم يتقيَّأ حتى شربَها، فقال: يا علىُّ! قُمْ فاجلِدْه، فقال عليٌّ: قُمْ يا حسنُ فاجلِدْه، فقال الحسن: وَلِّ حارَّها مَن تولَّى قارَّها (١) -فكأنه وجدَ عليه- فقال: يا عبد اللَّه بنَ جعفر! قُمْ فاجلِدْه، فجلَدَه وعليٌّ يَعدُّ حتى بلغ أربعين، فقال: أَمسِكْ، ثم قال: جلَدَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمرُ ثمانين، وكلٌّ سُنَّةٌ، وهذا أحبُّ إلَيَّ.

أخرجه مسلم (٢)

وحُضَين: بالضاد المعجمة.

وفي حديث للبُخاري: أما ما ذكرتَ من شأن الوليد فسآخذُ فيه بالحقِّ إن شاء اللَّه، ثم دعا عليًّا فأمرَه أن يجلدَه، فجلدَه ثمانين (٣).

* * *


(*) حُضَين - (م، د، س، ق) - بن المنذر أبو ساسان، كنيته: أبو محمد، وأبو ساسان لقب، رَوى عن عثمانَ وعليٍّ وغيرهما، رَوى عنه الحسنُ البصري وغيرُه، وثَّقه العِجلي والنَّسائي، وقال ابن خراش: صَدُوقٌ، مات سنةَ ستٍّ، وقيل: سنةَ سبعٍ وتسعين.

(١) الحار: الشديد المكروه، والقار: البارد الهنيء الطيب، ومعناه: ولِّ شدتها وأوساخها من تولَّى هنيئها ولذتها، والضمير عائد إلى الخلافة والولاية؛ أي: كما أن عثمان -رضي اللَّه عنه-، وأقاربه يتولون هنيء الخلافة ويختصون به، يتولون نكدها وقاذوراتِها.
(٢) رواه مسلم (١٧٠٧).
(٣) رواه البخاري (٣٤٩٣).