للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موضع يقال له "مَغِيلَة" (١) أو "رأس الماء" (٢)، وحمل ميتاً على الأعناق إلى فاس حيث دفن من الغد خارج باب المحروق (٣)، بتربة القائد المظفر، وقبره مشهور (٤) بفاس بنت عليه الأميرة خناثة بنت بكار (٥) المعافرية قبة ضخمة، ثم جدد في عهد الملك الحسن الثاني (٦) سامحهم الله.


= له: أطعمتنا سُماً في تمرة قتلك الله ببقرة، فنطحته بقرة فقتلته. قلت: ولا شك أن هذه خرافة باردة.
(١) مدينة تاريخية بسهل سايس بين فاس ومكناس، خربت أيام الموحدين، ما زالت معروفة باسمها إلى الآن، وما زالت أطلالها ماثلة ترى عن يمين الذاهب من فاس إلى مكناس.
(٢) موضع ما زال معروفاً بهذا الاسم فيه عيون وحدائق جميلة، بقربه محطة قطار قرية تدعى أيضاً "رأس الماء".
(٣) هذا هو المعَوَّل عليه خلافاً لما ذهب إليه القاضي عياض في الغنية: ٦٨ (ط: دار المغرب الإِسلامي) من أنه دفن بباب الجيسة وتابعه على ذلك ابن الزبير، وقد اعتذر العلماء للقاضي عياض بأن باب المحروق لم يكن إذ ذاك قد فتح لأن بِناءَهُ قَدْ تَم على عهد الناصر بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن على رأس المئة السادسة، وعليه فقد كان ذلك الخارج كله ينسب لباب الجيسة. انظر: المقري في أزهار الرياض: ٣/ ٦٥، النباهي: المرقبة العليا: ١٠٦، ١٠٧، عبد الرحمن بن زيدان: عبير الآس: ٣/ ٢٧، علي الجزنائي: جنى زهرة الآس في بناء مدينة فاس: ٨٠، المراكشي: الإعلام: ٣/ ١٠١.
(٤) قال ابن قنفد القسنطيني (ت: ٨٠٩) " .. وقبره بين المدينتين، فاس القديم وفاس الجديد، وقد وقفت على قبره ولزيارته (بركات؟!!) ... " أنيس الفقير وعز الحقير: ٤٢. كما أن النباهي (ت: ٧٩٣) قال: " ... وقد زرناه وشاهدنا قبره ... " المرقبة العليا: ١٠٧. وقال المقري (ت: ١٠٤١) " ... وقد زرته مراراً وقبره هناك مقصود للزيارة ... ".
قلت: شد الرحل إلى زيارة القبور بدعة مذمومة في الدين، ورحم الله ابن العربي الذي يقول: وينبغي (للمسلم) ألا يقصد مسجداً ولا يعظم بقعة إلا البقاع الثلاث التي قال فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تعمل المطي إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومكة والمسجد الأقصى" وقد سوّل الشيطان لأهل زماننا أن يقصدوا الربط، ويمشوا إلى المساجد تعظيماً لها، وهي بدعة ما جاء النبي بها ... " الأحكام: ١٦٥٨.
(٥) هي الأميرة خناثة بنت بكار المعافري زوج المولى إسماعيل بن محمد العلوي سلطان المغرب، عالمة بالفقه والأدب، توفيت بفاس سنة ١١٥٥، وهي من ذرية أبي بكر بن العربي.
انظر الناصري: الاستقصاء ٧/ ٥٨.
(٦) أقول: كان من الواجب أن نتقيد بما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: لَعْنَة اللهِ عَلَى اليَهود وَالنصَارى، اتخَذوا قبورَ أنبيَائِهمْ مَسَاجِد (رواه البخاري ١/ ٤٢٢، ومسلم ٢/ ٦١)، فما يفيدنا تجديد القبور وبناء القبب عَليهَا إلا فتح باب الشرور من عبادة العامة والدهماء لها من دون الله.

<<  <   >  >>