للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سلام الأعاجم، وَعَبَّرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن السلام بتكفير الأعاجم؛ لأنهما أعجميان، ولأنه الغاية في الخضوع، فضرب المثل به لعظيم التقية فيه. وفي الحديث حِكَم استوفينا شرحها في "مختصر النيرَيْنِ".

ومنها أن يقول: كيف كَفَّرَ الجسد اللسان دون النفس وهي الحاكمة للسان؟.

لأنها ملك البدن أو فارسه على اختلاف المقاصد في ضرب الأمثال، وبهذا استقرت في البدن استقرار الملك، والحواس جواسيس لها، ولكل واحد مطلع، فمطلع البصر الألوان، ومطلع السمع الأصوات، وهكذا إلى آخرها، فينهون إلى النفس ما يطلعون عليه.

وعن كَعْب (١) "إن الإنْسَانَ عَيْنَاة هَاد، وَأذُنَاهُ قُمْعٌ، وَلِسَانُهُ تُرْجُمَان، وَيَدَاهُ جَنَاحَانِ، وَرِجْلَاهُ بَرِيدَانِ، وَالقَلْب مَلِك، فَإذَا طَابَ المَلِكُ طَابَتْ جُنُودُه" (٢).


(١) هو كعب بنْ مَاتِع الحمْيَرِي اليَمانِيُّ العلامةُ الحَبْر، كان يهودياً فأسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وَحسُنَ اسلامه، وكان يحدث كثيراً من كتب الإسرائيليات. ابن سعد: الطبقات: ٧/ ٤٤٥، ابن الأثير: أسد الغابة. الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٤٨٩.
(٢) تمام الحديث أن كعب الأحبار قال: دَخَلْتُ عَلى عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا فقلت: إنَّ الإنْسَانَ عَيْنَاهُ ... الحديث، فقالت: هَكَذَا سَمِعْت رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: قلت أورد هذا الأثر الغزالي في الإحياه: ٣/ ١٣، وعلّق العراقي عليه بقوله: "أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي، والطبراني في "مسند الشاميين". والله أعلم بدرجته.

<<  <   >  >>