للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونسخين وأمرين ونهيين ورخصتين وكرامتين:

فأما العذران فقوله:

{كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ١٨٣ - ١٨٤] كأنه قال لهذه الأمة: لم تختصوا بهذا، ولا ابتُدِئْتُمْ به، بل فرض على من كان قبلكم، ثم إنه لم يجعل الدهر كله، وإنما جعل أياماً قلائل.

وأما النسخان فنسخ قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} [البقرة: ١٨٤]، ونسخ تحريم الوطء بعد النوم في أثناء الليل.

وأما الأمران فالتكبير، وإكمال العدة، قوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: ١٨٥].

وأما النهيان: فالأكل والجماع وهو حقيقة الصوم.

وأما الرخصتان: فالفدية للشيخ، والفطر في السفر.

وأما الكرامتان: فإنزال القرآن في شهر رمضان، وليلة القدر.

فترى كيف قصر القول وطال المعنى، وفيه أيضاً حسن التصريف بالعبارة في التصريح والإِشارة، ورصف الألفاظ المطردة، ورس المعاني، وربط المقاصد، وحسن الأداء إلى الأسماع.

وأما كونه متشابهاً: فبمعنى واحد، وهو ما وصفناه به من الأحكام الذي يجري في جميع سوره بل في آياته.

وأما الذي به كان منه آيات محكمات هي الأم، ومنه آيات متشابهات، فذلك في طريق البيان والعلم، إذ منه آيات محكمات يعلم معناها، ويفهم

<<  <   >  >>